18‏/03‏/2013

#19 مشهدان

* فى طريقى لحضور أحد الميتنجنات بسنتر رابعة وبعد يوم طويل وأكل شحنة لا بأس بها من الفلافل قررت أن أذهب لمسجد رابعة العدوية لإستعادة بعض من النشاط الذى قضت عليه هذه الفلافل ..
لمن لا يعرف فى مسجد رابعة بمصلى السيدات يوجد سلالم لا بالكثيرة ولا بالقليلة ولكنها كفيلة أن تصلك إلى أعلى، عرض السلالم صغير لا يكفى أن يمر به شخصان فى نفس الوقت إلا إذا قرارا أن يصعدا بجبنهما وفى رحلتى للصعود كانت أمامى امرأة عجوز بصحبتها عكازها الخشبى ولكبر سنها كانت تصعد ببطء شديد وكل سلمة تصعدها تسبح بحمد ربها وما كان على إلا أن أقف وراءها وأنتظر صعودها وأنا فى الحقيقة فى صعودى لن أكون أسرع منها فقد أنهكنى اليوم وكان ما يشغل تفكيرى هو ما الذى دعى هذه السيدة أن تذهب للجامع فى هذا الوقت الذى يخالف كل مواعيد الصلاة وأوصلنى تفكيرى أنها لابد أنها قادمة لصلاة الجنازة فلقد رأيت نعشاً أثناء مرورى أمام الجامع، وبعد أن كدنا نصل إلى أخر السلم لاحظت العجوز وجودى وقالت بخفة ده اتفضلى يا بنتى انت لسه شباب وطبطت على كتفى .. فابتسمت لها وساعدتها على الوصول ولفضولى الشديد تعلق نظرى بها لأعرف مقصدها وكانت المفاجأة أنها ذاهبة لحلقة لتعليم القرأن .. وعلى ما يبدو أنى كنت مفضوحة فبعد فترة وجدتها تنظر إلى مبتسمة وكأنها تقرأ ما يدور بعقلى ..
* وفى مشهد أخر فى يوم لا يبعد عن الأول سوى 28 ساعة تقريبا وفى طريقى لعبور الشارع الواقع أمام الأردنية بمدينتا المصون وكنت دوما أعبر هذا الطريق جريا لسرعة العربيات وجدت امرأة عجوز بصحبتها هذا العكاز الخشبى واقفة بوسط الشارع على ما يبدو أنها تفوقت فى عبور الحارة الأولى من الطريق وحائرة فى كيفية عبور الحارة الأخرى فما كان بى إلا أن أسألها "عايزة تعدى يا حجه؟" وكأنها غريق ووجدت طوق النجاة تشبثت بذراعى بكل ما أوتيت من قوة وأنا أخذت فترة لأفكر كيف سأعبر هذا الطريق الذى طالما تعودت أن أعبره جريا واليوم سأعبره خطوة خطوة إلا أن وجدت الحل رفعت يدى الأخرى المتشبثة بالموبايل فى مواجهة السيارات لتبطء حركتها وتم العبور بنجاح وسمعت كم هائل من الدعوات حتى عجز لسانى عن شكرها وتركتها فى طريقها وهممت أنا فى طريقى بعد أن اطمأننت على ركوبها للميكروباص ..
مشهدان أحيوا عندى فكرة غائبة ففى يوم من الأيام قد أبلغ من العمر يُعبر فيه كل خط  من خطوط وجهى عن عمرى الحقيقى والذى سيكون من الصعب اخفاءه حينئذ فما الذكرى التى سأتذكرها فى هذا السن أم سأكتفى بهذا العكاز الخشبى الذى سيصبح حينها أفضل صديق لدى ..  
 

#18 سمكة علمتنى درسا

وأنا بجدد الميه لصديقى السمكة .. دايما بيغلبنى عقبال ما أطلعه لأنه بيضايق جدا لما أحطه فى برطمان صغير .. وبيقعد يدوخنى .. 
وبأقوله لو تعرف انى هجدد لك الميه مكنتش عملت كده .. والغريب ان ساعات بيحاول ينتحر ويقوم بعدة قفزات أثناء نقله وساعات بتنجح القفزة وألقيه بقى على الأرض بس سرعان ما أحاول جاهدة انى أمسكه وأٌعيده من تانى .. 
هكذا هو حالنا .. ساعات بنتضايق لأننا محطوطين فى برطمان صغير وبنييأس .. مع اننا لو عرفنا قد ايه ربنا بيكون كتبلنا الخير .. وان يمكن ربنا ابتلانا عشان بس يجدد نيتنا :) .. 

17‏/03‏/2013

#17 شخص لم يعترف بالصدفة يوما

وفى غلطة فادحة لا يقع فيها المبتدئ فى عالم المواصلات .. ارتكبتها أنا بالصدفة من له باعاً طويلاً فى هذا العالم ..
فبحسبه بسيطة كنت حسبتها منذ فترة بالصدفة اكتشفت أن كل سنة أمضيتها فى كليتنا المصونة الواقعة بقاهرة المعز بمصر المحروسة يقابلها شهر كامل أمضيته فى المواصلات أى ما يُعادل 720 ساعة سنويا تحتمل الزيادة أكثر مما تحتمل النقصان ..
فلقد صعدت بالصدفة فى أتوبيس متجه إلى ألف مسكن العامرة وكان خطأى أنى لم ألاحظ كم العدد من الإشارات المرورية بمصر الجديدة التى سيمر بيها هذه الأتوبيس السحرى ..
وفى نفس ذات اليوم الذى قابلت فيه بالصدفة صديقتى سلمى التى طالما شبهنى الناس بها وبكل تلقائية وبدون تفكير أخبرتها بالصدفة أنى سأسمى ابنتى باسمها .. 

ولحسن حظى كنت جالسة بالصدفة بجانب الشُباك فى هذا الأتوبيس المكتظز بالراكبين سارحة فى ما مضى من عمرى وفيما يُحزنى واذ فجأة امتدت يد بالصدفة لا يُقارن حجمها بأصبع واحد من أصابعى تلمس يدى وحين نظرت بالصدفة وجدت ابتسامه لم أرى لها مثيل من قبل فلقد ابتسمت لى بالصدفة طفلة لم تتعدى السنه من عمرها وحين سألت بالصدفة عن اسمها جاءت الإجابة اسمها سلمى .. 
حينها توقف الزمن عن مروره وما كان بيدى سوى أن أحمل سلمى واستمتع بابتسامتها التى بالصدفة محت كل ما يٌحزننى ..