06‏/06‏/2013

#25 فلا نلوم إلا أنفسنا

من أول يوم أدركت فيه الحياة بدأت تلقن بما عليها فعله ...
فعند دخولها للمدرسة فى مراحلها الأولى لم يظهر لديها أى اختلافات بين البنت والولد سوى ان البنت تملك ضفائر تحمل شريطة ... لم يكن هناك قيود لم تسمع قط عن نظرة المجتمع وعن الناس الذين يعيشون معها على نفس الكوكب لا تعرفهم ولكنهم يصممون بالتحدث عنها ... 
وحين سمعت هذه النظرية أدركت أنها دخلت مرحلة أخرى مرحلة لابد ان تحجب ضفائرها عن أعين الناس وأن
 تقطع علاقتها بالدراجة التى دوما ما كانت تحب ان تركبها ...
وبدأت حينها تكثر أسئلتها عن القصص التى تدرسها "عنتر وعبلة ،روميو وجوليت" لم تسمع غير إجابة واحدة فممنوع التحدث إلى هذا النوع الآخر الذين احتلوا كوكبنا الذى لا يعيش عليه سوى الفتيات ...
ودخلت مرحلة التجهيز لفترة الحرب والتسلح بالعلم فغايتهم ان تكون دكتورة أو فى أسوء الأحوال دكتورة صيدلانية وعليها ان تتخلى عن أى هواية وتصبح هوايتها الحفظ ...
انتقلت لمرحلة العودة إلى الواقع ومعرفة ان كوكبها لا يعيش عليه فقط عائلتها فيعيش عليه كائنات أخرى عليها معرفة التعامل معهم بداية من سائق الميكروباص الذى تسأله عن الأجرة إلى زميلها الذى طلب منها محاضراتها إلى دكتورها الذى يسألها ....
وجاءت اللحظة المنتظرة التى سيتم مسح كل هويتها وخبرتها المحدودة لتواجه حقيقة العرسان الذين يتوجهون إلى بيتها لمقابلتهم وهنا تسمع نظرية أخرى فالبنت مهما كانت فليس لها إلا بيتها "بيت عدلها" لتدور الدائرة مرة أخرى ويصبح لديها بنتا تبدأ بتلقينها .....

لماذا يعلمونها معنى الحرية وإذ فجأة يسلبوها دون ان تفهم السبب ؟ لماذا يعلمونها المشاعر واذ فجأة يمنعوها بالتحدث عنها؟ لماذا يعلمونها بعدم التعامل وإذا فجأة وجب عليها التعامل؟ لماذا علموها الطموح والاحلام لينتهى أمرها بأن تكون عرضا فى فاترينه؟

قد تختلف الظروف والطبقة التى تعيش فيها وقد تختلف المواقف والنتيجة التى وصلت اليها وما تشكلت عليها شخصيتها ... ولكن يظل التشابه فى المراحل واحد ...

فلا تستغربوا من حال البنات ولا تستغربوا من عدم وجود صلاح الدين ...

إذا لم ندرك أننا نحمل مسئولية جيلا من بعدنا فسنتحمل مسئولية خراب هذا المجتمع ...
#اعتقد ان الوضع أسوء مما شرحت ولكنى حاولت التخفيف قدر المستطاع ... وستكشف حجم الكارثة إذا قررت ان تجلس مع فتيات وأن تستمع لأحاديثهم ...