23‏/12‏/2012

#16 الفكرة فى الطريق

جرت العادة أن أنظر يوميا لوجوه من حولى .. أنظر يوميا لغرفتى .. أنظر يوميا من شٌرفتى .. أنظر يوميا لمن يعيش حولى وبجوارى ..
أنظر ولكنى لم ألاحظ اختلافا فى من حولى .. لم ألاحظ التجاعيد التى بدأت تظهر حول أعين والدتى .. لم ألاحظ الشيب الذى بدأ يظهر فى شعر والدى ..
 لم ألاحظ أن فى غرفه قريبة من غرفتى يسكن أخ لم أتحدث يوما معه عنه ..لم ألاحظ أننى أملك أجمل منظر من شُرفتى .. لم ألاحظ أن رغم صغر غرفتى الا أن كل ركن فيها يعبر عنى .. 

لم ألاحظ أن صديقى الذى أراه يوميا لا أعرفه جيدا ولم أسمعه جيدا ..
لم ألاحظ أن كل شئ وقعت عيناى عليه كل يوم به معنى ويحمل أكثر من مجرد أنه صورة اعتدت على رؤيتها  ..

تأخدنا الحياه سريعا تجعلنا نجرى نحو شئ غامض لم نعرفه بعد ولم نتأكد من وجوده بعد ولم نفكر يوما ما نهاية هذا الطريق .. ما نفعله هو مجرد الجرى وراء شئ مٌتحرك لم ندركه .. ولكن ما ندركه أننا نجرى ولم ننتبه الى كل ركن فى الطريق لأن ما نسعى اليه هو الوصول لأخر الطريق لا نعلم أن دوما الفكرة فى الطريق وليس الوصول لأخر الطريق ..

نحتاج لأن نٌعيد النظر فى كل ما تقع عيننا عليه لأنه أجمل ما حملته الحياة إلينا ..
 

27‏/10‏/2012

#15 عيش عيشه أهلك

ستدرك معنى الرضا والبساطة وراحة البال وحميع القيم الإنسانية عندما تتخلى عن مظاهر تبدو لك أنها أقل من المستوى مع انها فى نظر الأخرين درب من الرفاهية ... وتتخلى عن مظاهر التحضر و"تعيش عيشة أهلك" ...
أٌناس يسكنون فى بيت لم يعرف الطوب الأحمر بعد ... بيت لا يملك سوى ما أحتاج لا أكثر ...
عشت مع أناس لم يهتموا أبدا بما أرتدى مما دعانى أن لبس زيهم الرسمى "الجلباب" ...
أناس ابتسموا لرؤيتى وعرفت معنى الحضن بضمير ... كنت أحاول اختيار الكلمات البسيطة لكى يتمكنوا من فهم ما أقول على حد تفكيرى الساذج ... ولكى لا يخجلوا من كونهم لا يفهموا كلامى ... ولكن ما أحسست به هو الخجل من نفسى أمام أناس يدركون ما أقول يريدون فقط أن يسمعونى ولكن عجزت عن الكلام أمام هذا الكم من الطيبة فى الحديث والابتسامه لمجرد الابتسامه حتى وان لم تستدعى الحاجه ...
أدركت معنى أن تشعر بالرضا عن نفسك .. أدركت معنى أن لا تحزن بما ليس لديك ... وأن تفرح بما لدى غيرك ... أدركت أنه لا يجب أن تكون زعيما أو مشهورا لكى تكون مؤثرا ... يكفى أن تكون بسيطا ...
فقد كانت كل وظيفتى أن أكتب أسماء من يريدون توزيع الأضحية عليهم ... فأغلبهم لا يعرفون الكتابة ... وفى بساطة انقسموا الى فرق كل منهم يعرف عمله فى جو من الأحاديث التى لم أفهم معظمها ولكن ما توقعته أنها أحاديث كوميدية لضحكهم عليها ...

جميل أن تعرف كيف تتعامل مع مجتمع متحضر عن مجتمعك ... ولكن الأجمل أن تتعلم كيف تتعامل مع من هو منك ومن هو أبسط منك لأنك ستجد لديهم ما يفتقر اليه من يسمونهم متحضرين ...
 

26‏/09‏/2012

#14 لم يكن بينى وبينها سوى أمتار

شخص على بٌعد بعض أمتار عنى .. فهى تسكن بالجوار .. لم أكن أعرفها .. لم أرها قط .. لم أسأل عن اسمها يوما .. لم أسمع عنها سوى كلمات قليلة .. رأيت سيارتها لأول مرة لا تقودها .. رحلت من هذه الدنيا بعدما لفظت الشهادة وبعدما قالت بصوت واضح الحمد لله ...
شخص بعد رحيله عرفت مدى معانته ومدى تحمله لألامه ومدى مصارعته مع هذا المرض اللعين .. لم يأخد من الدنيا غير المرض .. لم يكن لديه ولد أو بنت ...
شخص بعد رحيله تمنيت يوما أن أكون قابلته .. أن أكون ولو مره أواسى حزنه .. أن أقف بجانبه .. أن أرسم على وجهه ابتسامه ..
تذكرت عندها عندما أوصانا النبى صلى الله عليه وسلم بزيارة المرضى ولأول مرة أعى مدى أهمية ذلك .. تذكرت عندها عندما أوصانا النبى صلى الله عليه وسلم بالجار .. تذكرت عندها مدى تقصيرى .. مدى انشغالى بالا شئ لأصل إلى لا شئ ..
اكتشفت أننا ملئ بالثقوب .. ولا نحاول سدها بل نحاول توسيعها .. ثقوب فى علاقتنا بالأخرين .. ثقوب مع أهلنا ومع من نعتبرهم أصدقائنا .. ثقوب مع دوائر معارفنا ..
تذكرت أنه قد يأتى يوما أكون راقدةً فيه على سرير أتمنى من يأتى ليلقى علىَ التحية ويقول لى "ربنا يقومك بالسلامة" ...
رحمة الله عليك .. فلم يكن بينى وبينك سوى هذه الرسالة وقراءة الفاتحة وبعض الأمتار..

22‏/09‏/2012

#13 كلنا مدمنون يا سيدى - قراءات فى ربع جرام

بعد مٌضى أقل من خمس أيام انتهيت من قراءة روايه ربع جرام ... ما اكتشفته حقا أن كلنا مدمنون ولكن قد لا يكون تعاطى المخدرات .. انما مدمنون عادات سيئة مدمنون لهو مدمنون للفراغ مدمنون للتفاهه أحيانا .. 
استطاع الكاتب عصام يوسف بأسلوبه البسيط أن ينقلنا من حاله إلى حاله بطريقة بسيطة فكثيرا ما أكنت أبتسم ويستغرب من حولى فى المترو لذلك .. كتيرا كنت أدمع .. وأوقات أخرى كنت أقذف الكتاب بعيدا لعلمى بأن النهايه ستكون مأساويه .. فرغم طول الروايه كنت شغوفه بأن أعرف النهايه ..
قد أختلف مع الكاتب فى بعد التفاصيل التى كنت لا أحب أن يذكرها أعجبنى عندما أضاف المعلومات إلى الرواية كطريقه العلاج وبرنامج المدمنين المجهولين والخطوات الاثنى عشر.. فعندما خاض فى تفاصيل ليست بالأهميه الكبرى أثقل الروايه بعلومات قيمه ..
كوجهه نظر عامه فهى روايه بسيطة لا توجه لمتعاطى المخدرات ولكن لنا جميعا ..
فكلنا مدمنون لأفكارنا ونحتاج أن نتعافى أو أن نتعايش مع ادماننا .. كلنا نحتاج لأن نصارح أنفسنا بأننا مدمنون فهذه أول خطوة لأن نتعافى .. نحتاج لأن يكون لنا صديق يسمعنا ويكون بجانبنا .. نحتاج لأن نعترف بمساوئنا وأن نعالجها ونستعين بالله على أنفسنا .. نحتاج بأن نشارك بأفكارنا ونسمع لأفكار أخرى ..

كلنا مدمنون يا سيدى .. "احنا أصلا خربنها :) "

15‏/09‏/2012

#12

المشهد كالتالى: 
عائدة إلى المنزل واذ بى أجد طفلا جالسا على رصيف تحت عمود إنارة فالشمس همت بالمغيب باكيا ممسكا بقلم محاولا كتابة الدرس من هذا الكتاب المدعو بالأضواء .. من شدة بكائه جعلنى أقف مستفسرة عن سبب بكائه واذ به يقول لى "أنا عندى درس ومش هعرف أروحه من غير ما أكتب الواجب أصل المدرس بيضرب جامد وماما مش عايزة تساعدنى" ... 
لم يكن متمكنا من مسك القلم فأنامله ما زالت صغيرة فهو لم يبلغ السابعة من عمره بعد ..
الفكرة

 لم تكن فى كونه يأخذ درسا خصوصيا ولا فى كون أن أمه لم تساعده ولم تكن أيضا فى ضعف قواه وعدم قدرته على التحكم فى القلم .. ولكن كانت فى مدى رهبته وأننا ما زلنا نرهب أنفسنا أولا من التعلم وما زال يتحكم فى عقولنا أناس لم يعرفوا شيئا عن التعليم .. واذ بى أتذكر أن اليوم ما هو الا أول يوم دراسة ..

وتتوالى المشاهد لتذكرنى وتذكركم أن أمامنا مسئولية تعليم هذه الأمة ...

10‏/08‏/2012

#11

هناك فرق بين أداء الفعل من أجل تلبية نداء الواجب أو من أجل تلبية حب للفعل فى حد ذاته ..
فهناك فرق بين أداء الصلاة لأنه واجب (فرض) أو أدائها لعشقى لها ..

وقياسا عليه أى فعل .. قد تضطر لأداء واجب لأنه واجب وليس لأنك تريده .. وهنا سيختلف شكل الفعل تماما ..
قد تكون هناك بعض الأفعال التى من الواجب فعلها ومع الاستمرار فى فعلها يتحول هذا الواجب الى رغبه فى فعلها فى حد ذاتها .. والعكس صحيح ..
ولكن الأكيد أنك لابد أن تعرف من أجل أى نداء أنت تٌلبى ..

09‏/08‏/2012

#10

هل هناك فعلا القدرة على التمسك بفكرة معينه لدرجه أنه من الممكن أن أجازف بحياتى من أجل فقط اثبات صحه افتراضى !!!!
يالا العجب من عباس بن فرناس تخلى عن حياته من أجل إعطاء الوحى للعالم بفكرة فى نظرى مدهشه .. ويالا سخرية القدر عندما أتوصل لفكرة وأتمسك بها ولم يٌكتب لها النجاح بالحد الكافى .. لم أكن أملك تلك الروح التى يمتلكها وهى الاستمرار إلى أن أصل إلى ما أسعاه ..
يا ليتنى أستطيع أن أٌحيه بالرغم من عدم نجاح فكرته بالشكل الكافى إلا أنه يستحق أن تٌرفع له القبعة ...

05‏/08‏/2012

#9


عندما تستمع جيدا لمن يشكو لك همه ويتحدث عن ابتلائه بكل قوه .. لا تخجل من أن تدع عيناك تدمع .. 
ولكن لا تبكى عليه فهو أقل ما يحتاجه هو البكاء فقد بكى كثيرا .. ابكى من أجلك أنت لأنك كنت تُصاب بابتلاء لا يقارن بابتلائه شيئا ولم تكن يوما قويا مثله أو حتى متيقنا من قضاء الله مثله .. 

شعرت بخجل شديد من نفسى عندما روت لى حكايتها وهى لم تبلغ الثامنه والثلاثين من عمرها وما لديها من ايمان وقوه واستعجبت عندما بكت لدقيقة وعادت البشاشة فى وجهها فهى شخص كلما نظرت اليه تحس بالطمأنينه ولن تشعر يوما بأن هذه الوجه يحمل كل ذلك الألم ..

05‏/07‏/2012

#8

بعد ما قعدت كده مع نفسى وخدت واديت معاها فى الكلام توصلت لحاجه قد تحتمل الخطأ أكتر من انها تحتمل الصواب .. فيه 3 وظايف أى واحد لازم يختار ان يكون حاجه فيهم ..
1- وظيفة تجيب منها فلوس عشان تعيش وتفتح بيت .. وديه فى أغلب الأوقات بيبقى ليها علاقة بدراستك .. والغالب الأكبر انك مش هتحبها أوى
2- وظيفة انت بتحبها جدا ومستعد انك تشتغلها ومتخدش فلوس عليها ... وغالبا هى أصلا مش هتديك فلوس D: .. إن لم يكن هتصرف عليها .. 
3- وظيفة خيالية شوية نفسك تكون فيها ودي غالبا اللى كنت بتحلم بيها وانت صغير (تطلع القمر - تطير - بحار - قرصان - .... ) .. 

الموضوع بيبقى ماشى بتسلسل معين انك بتنقل من وظيفة لأخرى حسب طموحك انت .. تبدأ تشتغل بدراستك وبعدين تقرر انك عايز تشتغل الحاجه اللى بتحبها .. اللى بالمناسبة هيكون فيها من اللى انت حلمت بيه وانت صغير.
الفكرة بتبقى فى الوقت المناسب اللى تقرر فيه انك تعمل الحاجه اللى بتحبها ..


والأكثر حظا اللى يلاقى التلات وظايف فى وظيفة واحدة .. ولكن للأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه :)

06‏/06‏/2012

#7 لم يكن يعلم يوما أنه خالداً

كان هناك شخصا لا أعرف عنه غير اسمه .. وأعتقد أنه من السهل تخمين سنه بالنظر إلى صورته .. ومن السهل أيضا تخمين ما تعرض له بالنظر إلى جثمانه .. ومن السهل أن ترى نفسك بالنظر إليه .. لم يكن يوما شخصا مشهورا مثلى ومثلك ..
لم يكن إلا شاباً فى زمن لا يٌعترف فيه إلا بدولة العواجيز .. أكاد أُجزم أن حلمه  كان مجرد عمل .. مجرد مسكن .. نعم حلمه وليس حقه .. 

لم أكن أعلم معنى أبدا كلمه وطن .. ما معنى هذه الكلمه؟ .. أقصى تخمين لمعنى هذه الكلمه هو مكان أعيش فيه .. متر فى مترين أٌدفن فيه .. والذى بالمناسبة ينطبق على أى مكان فى العالم ..
وفى مثل هذا اليوم مات هذا الشخص .. أو بمعنى أصح قٌتل لأنه فعل لا شئ ..
ولكن يكفيه شرفاً أنه مات لنحيا نحن وقد تغير فينا شيئا ... تغير فينا معنى كلمه وطن ..

01‏/06‏/2012

#6

أحيانا يتمنى المرء أن يكون على غير هيئته أو فى غير موضعه ليتمكن من حل بعض الأمور قد تتصل به من قريب أو من بعيد .. ولكن هل يظل منتظرا مكتوف الأيدى إلا أن يتبدل ؟؟ أم ماذا ؟؟ولكن مع الأسف هناك بعض الأمور الذى لا تتبدل ...
وهنا أقف صنما وينتهى بى الحال بأن أصمت ... وهذا ما يؤلمنى بشده الوقوف صمتا ...