15‏/05‏/2013

#24 عن الرجولة أتحدث ..

دوما أركب المترو فى معظم تنقلاتى داخل قاهرة المعز .. ولكن نادرا ما أركبه فى وقت خروج الطلبة من المدارس ..
شاءت الأقدار أنا أركبه فى هذا الميعاد وعند وصولى إلى المحطة المنشودة هممت بالنزول وعبرت إلى الجهة الأخرى من كوبرى المشاه .. لفت نظرى بالتأكيد الكم الهائل من طلبة المدارس الواقفين بزيهم الموحد على سلم الكوبرى ولكن لم أكترث كثيرا فكنت منشغلة باستماعى إلى البلاى ليست .. 
وبعد مرورى من على الكوبرى وجدت فتاه بالزى المدرسى على ما أطن أنها فى المرجلة الاعدادية تحمل على ظهرها هذه الشنطة المحملة بالكتب وعلى ما يبدو أنها ممن لبسوا الحجاب حديثا نظرا لعدم تمكنها من ربطه جيدا .. كانت واقفة على مسافة ليست بالكبيرة من السلم بدأت تقترب حين رأتنى وفى تردد شديد طلبت منى خدمة .. لقد طلبت منى أن أرافقها فقط لعبور سلم هذا الكوبرى نظرا للكم الهائل من الشباب فى مثل سنها الواقفين هناك خشية أن يضايقها أحدهم .. حينها أعدت النظر مرة أخرى باتجاه الشباب وكان من البديهى أن ألاحظ نظراتهم وسلوكياتهم ..
وبالفعل لبيت طلبها وعبرت معها الكوبرى بسلام ولك أن تتخيل الطمأنينة التى بدت على وجهها وبالطبع شكرتنى بكل الكلمات التى تعبر عن الامتنان .. وعدت إلى طريقى مرة أخرى بسلام ..
لم يلفت نظرى أن فى مثل هذا السن الصغير قد تكون تعرضت لمثل هذه المواقف أو أن أحدا ضايقها بالفعل قبلا فعلى ما يبدو أن هذا أصبح طبيعيا ..
ولم يلفت نظرى توترها ونظرتها الدائمة إلى الأرض وإنتظارها لمن يعينها ..
الذى لفت نظرى أنها استعانت بفتاة أكبر منها بفارق ليس بالكثير لكى تعينها .. وهنا قفزت أسئلة لم أجد لها إجابة ..
أماتت الرجولة لدرجة أنها لم تستعن برجل ليساعدها؟ أم أصبح الأمان بالنسبة إليها لم يعد يتمثل فى الرجال؟
أماتت الرجولة والشهامة فأصبح من المباح أن تؤذًى أى امرأه فكرت أن تخرج من بيتها؟
أمات الرجال ؟ أم أُحى بداخل كل فتاة رجلا تستمد منه الفتيات حمايتها ؟؟
فأصبح من الواضح لدى أن الرجولة ليست صفة تخص الرجال ولكنها صفة أصبح وجودها شئ أساسى فى المرأة لتدافع عن نفسها ..

#تبا للتربية التى جعلت شباباً لم يبلغوا الخامسة عشر ذئابا بعد أن كان من فى عمرهم يجاهد فى سبيل الله .. والتى جعلت الفتايات تلعن نفسها لأنها لم تكن ولداً ..
#الرجل لم يعد رجلا .. والأنثى لم تعد أنثى ..
#عن الرجولة أتحدث ..

10‏/05‏/2013

#23 على المحطة 2

أكتب لكم وأنا جالسة على المحطة فى انتظارى المعتاد لهذا الأتوبيس .. وجدت إمرأة بسيطة تحمل ابنتها التى على ما أظن أنها فى الخامسة من عمرها وقد أصابها مرض فى رجليها الاثنين .. فقمت وأفسحت المجال لهما لكى تجلسا .. فالبنت تحمل جميع معانى البراءة والأم تحمل جميع معانى البساطة فبالرغم من مُصابهما إلا أن وجههما يحمل الإبتسامة والرضا واليقين ..
وبعد فترة ليست بالطويلة أصبح المكان فارغ فجلست بجانبها وهنا جاء دور الفضول الذى جعلنى أسألها عن اسمها فكان اسمها "أية" وزادت ابتسامتها اتساعاً عندما أعطيتها هذا الشمعدان رغم تعفف والدتها عن أن تسمح لابنتها أن تأخذه .. ودار حديث بسيط بينى وبينها عن حالة ابنتها (يبدو أنها من البلاد التى تطلق على القاف جيما) وفى حديثها تملك من الثبات واليقين ما لم يملكه ملٍكُ بجيوشه وسلطانه ..

#مازالت أوقات انتظارى تحمل معانى أكثر مما أتخيل ..
#مازالت الناس البسيطة تحمل معانى لم يدركها من شغلته الرفاهية عنها ..
#الرضا .. اليقين .. الثبات .. العفة .. البساطة .. الابتسامة ..
#مازلت منتظرة
  ..

05‏/05‏/2013

#22

استيقظت فى الصباح الباكر على صوت المنبه المزعج .. وهممت بالنزول ويبدو علىً جميع معانى السخط كالعادة فلو أننا كنا من ساكنى قاهرة المعز فكنت سأكتفى بأن أستيقظ قبل ميعادى بنصف الساعة .. 
وهممت بصعودى للأتوبيس فوجدت من استوقفتنى "على فكرة أنا لما بشوفك بتفائل انتى وشك مريح على فكرة" .. نظرت إليها وارتسمت على وجهى جميع معانى السعادة "والله مش عارفه أقولك ايه شكرا شكرا، بس معلش هو انتى تعرفينى أو أنا شفتك قبل كده؟؟" .. "أه أنا دايما بشوفك الصبح بتركبى الأتوببيس وكان بيبقى عندى امتحان وبحل كويس " ... "أسعدتينى على فكرة " .. وكان ذلك سبب فى سعادتنى طوال اليوم 

#قد ترسم على وجه أحدهم الابتسامة وأنت لا تعرف فابتسم  
#لا تبخل بأن تثنى على شخص وأنت لا تعرفه فيبتسم