26‏/09‏/2012

#14 لم يكن بينى وبينها سوى أمتار

شخص على بٌعد بعض أمتار عنى .. فهى تسكن بالجوار .. لم أكن أعرفها .. لم أرها قط .. لم أسأل عن اسمها يوما .. لم أسمع عنها سوى كلمات قليلة .. رأيت سيارتها لأول مرة لا تقودها .. رحلت من هذه الدنيا بعدما لفظت الشهادة وبعدما قالت بصوت واضح الحمد لله ...
شخص بعد رحيله عرفت مدى معانته ومدى تحمله لألامه ومدى مصارعته مع هذا المرض اللعين .. لم يأخد من الدنيا غير المرض .. لم يكن لديه ولد أو بنت ...
شخص بعد رحيله تمنيت يوما أن أكون قابلته .. أن أكون ولو مره أواسى حزنه .. أن أقف بجانبه .. أن أرسم على وجهه ابتسامه ..
تذكرت عندها عندما أوصانا النبى صلى الله عليه وسلم بزيارة المرضى ولأول مرة أعى مدى أهمية ذلك .. تذكرت عندها عندما أوصانا النبى صلى الله عليه وسلم بالجار .. تذكرت عندها مدى تقصيرى .. مدى انشغالى بالا شئ لأصل إلى لا شئ ..
اكتشفت أننا ملئ بالثقوب .. ولا نحاول سدها بل نحاول توسيعها .. ثقوب فى علاقتنا بالأخرين .. ثقوب مع أهلنا ومع من نعتبرهم أصدقائنا .. ثقوب مع دوائر معارفنا ..
تذكرت أنه قد يأتى يوما أكون راقدةً فيه على سرير أتمنى من يأتى ليلقى علىَ التحية ويقول لى "ربنا يقومك بالسلامة" ...
رحمة الله عليك .. فلم يكن بينى وبينك سوى هذه الرسالة وقراءة الفاتحة وبعض الأمتار..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق